الإعلام تايم - نوار هيفا
حقائب صغيرة تكاد لا تكفي لحمل هموم فاقت حجم طفولتهم ويفاعتهم، أجواء اعتادها السوريون في التحضير لاستقبال العام الدراسي الجديد بنكهة اختلفت عن الأعوام الثلاثة الأخيرة، فلم تستطع رطوبة شهر أيلول إخماد أسعار الحاجيات المدرسية، لاسيما الرداء المدرسي النظامي والذي يشكل الهوية الشخصية للطلاب مما لا يمكن الاستغناء عنه.
أسعار تفاوتت بين منطقة وأخرى لم تكن الجودة فيها أساس التقييم، هي ذاتها أقمشة وموديلات السنين السابقة، لم يتكلف فيها بعض التجار سوى عناء التخزين لطرحها في السوق واحتكارها لتحقيق الربح في سعر "البدلة المدرسية" الواحدة وصل في بعض المناطق إلى 10 آلاف ليرة سورية.
حلول بسيطة كبساطة أصحابها قدمها المواطنون لحالة الحرب التي نعيشها على كافة الصعد وخاصة الاقتصادية منها.
أجمعت أغلب آراء المواطنين على اقتراح مجمل فكرته، أن تحتفظ الدولة بحق بيع اللباس المدرسي الموحد والاستغناء عن الشركات الخاصة التي تعتبر الموزع الرئيسي للمحلات التجارية بعد نجاح هذه التجربة في بعض المناطق "كدويلعة والصالحية وقدسيا في ريف دمشق" بافتتاح أقسام ضمن فروع المؤسسات الاستهلاكية تختص ببيع مستلزمات المدارس بأسعار تناسب الجميع ليصل سعر "البدلة" المكونة من "جاكيت والبنطال" فيها بين 2500 الى 3000 ليرة سورية وسعر القميص بين 1500 إلى 2000 ليرة مع جودة تنافس جودة البدلات في المحال التجارية وتختلف عن الشركات المعروفة بفروعها المنتشرة التي يصل سعر البدلة "الجينز" فيها بقصات منوعة للذكور والاناث إلى 7000 ليرة سورية بتفاصيل ترفضها بعض المدارس، كأن تكون نوعية القماش خالية من صنف "الجينز" المعروف بقدرته على التحمل، مما يجعل هذه الشركات تستغل الميزات لرفع أسعار "البدلات" وبالتالي يكون ربح التاجر والشركة المصنعة للقطعة على كاهل المواطن، هذا الاقتراح يدعو الدولة لأن تساهم بتخفيف خسارة المواطن بفتح مراكز حكومية لبيع المستلزمات المدرسية بتكلفة صنعها أو بأرباح رمزية.
فيما اقترح آخرون تأمين أقمشة من النوع الجيد بأسعار معقولة وتوفير ماكينات خياطة متوسطة، يمكن أن توفرها الجمعيات الخيرية أو متبرعون، أو أن يتم استئجارها ثم توزيعها على مراكز الإيواء وتسليمها للنساء والرجال العاملين في مجال الخياطة ليقوموا بحياكة وتفصيل رداء مدرسي بتكلفة وجهد أقل من السوق، الأمر الذي يوفر من جهة أخرى فرص عمل للمهجرين في المراكز ومصدر دخل قد يكون رمزياً بعد طرح البدلات بالسوق بربح بسيط يعود ريعه للعاملين والعاملات ولتحسين أوضاعهم. على أن يترافق ذلك مع تقديم تسهيلات للمواطنين من قبل وزارة التربية والتعليم بقبول لباس من صنف "الجنيز" بنفس ألوان اللباس الرسمي بدلاً من القماش الخفيف.
اجتمعت أكثر الآراء حول القيام بورشات عمل تطوعية شبابية في الفترة الحالية لجمع الألبسة المدرسية القديمة من المتبرعين بها والعمل على تحسين مقاساتها أو إدخال بعض التعديلات عليها كالترقيع والتصليح لتصبح أشبه بالجديدة مما يفتح المجال للاستفادة منها بدلاً من إهمالها أو إتلافها.
هو مجهود بسيط لا يتطلب منا سوى الإلمام والوعي بثقافة الحرب وكيفية التعامل مع الأزمات والاستفادة من تجارب الشعوب السابقة لتخطي هذه المرحلة بأقل الخسائر.
دمشق