تجتمع قوى الإرهاب العالمي على استهداف سورية الدولة والحضارة وقبل كل شيء الإنسان عبر حرب إرهابية همجية منذ أكثر من عامين ونصف جندت لها آلالاف من المارقين والمرتزقة لتدمير الإنجازات التي أشادتها سورية خلال العقود الأربعة الماضية وخلقت من خلالها نموذجا متقدما من الاستقلالية والسيادة في الكلمة والقرار الوطني وبناء الوطن بالقدرات الذاتية.
وقبل ثلاثة وأربعين عاما جاءت الحركة التصحيحية لتقوم المسار وتحقق قفزة نوعية في تاريخ سورية ولتنقل البلاد من النطاق الضيق للدولة المعاصرة إلى سعة ورحابة الدولة العصرية فكانت المعامل والمصانع والمدارس والمشافي والمشاريع الوطنية الكبيرة وغيرها من الإنجازات الكبيرة التي أنارت درب سورية الحديثة ومستقبل أبنائها نحو بلد حضاري ووفرت شروط الأمن والاستقرار وأرست مشروع المقاومة والممانعة.
ومنذ السادس عشر من تشرين الثاني عام 1970 عملت سورية على مواكبة مسيرة الحضارة في جميع الميادين وتوطيد نظام ديمقراطي راسخ في مبادئ العدل والمساواة وكرامة الإنسان وتنمية حس المواطنة الحقيقية وبناء اقتصاد سليم وتوفير لوازم الصحة والتعليم والمسكن اللائق وفرص العمل إضافة إلى نماء معرفي مطرد.
ودعمت سورية مقاومة الاحتلال الإسرائيلي وقادت وشاركت في كثير من الحلول الناجحة للمشكلات والتحديات التي تواجه المنطقة منطلقة في تعاملها مع القضايا القومية من اعتبار القضية الفلسطينية هي القضية المركزية للأمة العربية.
واليوم تسير البلاد على درب النصر وإجلاء الحقيقة وتطهير البلاد من دنس المارقين والمرتزقة الذين يستهدفون بحقدهم بنى الدولة السورية الحضارية بدءا من اللبنة الأولى في مخطط لاستهداف مستقبل سورية وتدمير مدارس أطفالها ومشافيها وقطاعاتها الاقتصادية وفق خطط ممنهجة لتجريد سورية من مقومات الدولة الحديثة التي أرسى قواعدها عهد التصحيح.
وفي محاولة للتأثير في وحدة الشعب السوري وإيمانه بدوره القومي عمدت الدول الأوروبية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية وبعض دول الرجعية العربية والإقليمية إلى ضرب جميع المكتسبات والإنجازات التي تحققت في عهد التصحيح فعمدت إلى فرض عقوبات على الاقتصاد السوري وعندما استطاعت سورية تلافي معظم آثار وتداعيات الحصار الجائر عليها معتمدة على إمكاناتها المادية والبشرية وعلى علاقاتها مع العديد من الدول الصديقة أوعزت إلى أدواتها من إرهابيين ومرتزقة لتدمير مقومات الدولة من بنى اقتصادية وخدمية وعسكرية مختلفة.
ويرى العالم كله اليوم جرائم المجموعات الإرهابية التي تستهدف المنشآت التعليمية ما حرم مئات آلالاف من طلابنا من التعليم والاعتداء على القطاع الصحي الوطني حيث خرجت مئات المشافي والمراكز الصحية عن الخدمة وتم تخريب معامل الأدوية وسرقة مخازنها واستهداف مرتكزات الحياة الأساسية التي تخص قوت المواطن اليومي.
وحال السوريين اليوم رغم ما يعانونه من إرهاب واعتداءات طالت بيوتهم ومدارس أطفالهم ومؤسساتهم الاقتصادية والخدمية يقول إننا ماضون بكل ثقة نحو النصر إلى جانب الجيش العربي السوري في معركة الشرف ضد الإرهاب وحلفائه حتى القضاء على جميع المرتزقة والإرهابيين.. وإن تشرين التصحيح باق في عقولنا وقلوبنا وسيستمر في فكر أبنائنا وإننا منذ الأزل كنا وسنبقى أسيادا وأحرارا نأبى التبعية والظلم وسنهزم الإرهابيين وداعميهم مهما عظمت التضحيات.