الاعلام تايم - الوطن
بدأت اللجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور اليوم أولى جلساتها في مبنى الأمم المتحدة في جنيف بمشاركة الوفد المدعوم من الحكومة السورية والوفود الأخرى.
وتتألف "اللجنة المصغرة"من 45 عضواً، 15 منهم عن الوفد المدعوم من الحكومة السورية و15 عن وفد المجتمع الأهلي و15 عن وفد "المعارضات"، وانبثقت عن الهيئة الموسعة للجنة التي تضم 150 عضواً لكل وفد 50، وكانت عقدت اجتماعها الأول يوم الأربعاء الماضي.
وتم الاتفاق مع المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون على عقد جلسة نقاش واحدة كل يوم مدتها ٤ ساعات متتالية فقط حتى يوم الجمعة القادم، على أن تعود الوفود إلى مقرات إقامتها وتستغل الوقت المتبقي من النهار للاستشارات والدراسات والتحضير للجلسات التالية.
صحيفة الوطن نقلت عن مراقبين في جنيف أن الوفد المدعوم من الحكومة السورية أظهر تماسكه وثقته بالدولة السورية المنتصرة التي تدعمه، فكان أكثر انفتاحاً على كل الخيارات وهو ما بدا منذ الجلسة الافتتاحية، عندما أعلن الرئيس المشترك من جانب الوفد المدعوم من الدولة السورية أحمد الكزبري استعداد الوفد لخياري وضع دستور جديد للجمهورية العربية السورية أو مناقشة الدستور الحالي.
وفي مقال للصحيفة قالت إن "انطباعات كثيرة يمكن أن تتشكل لدى الصحفي بعد ثلاثة أيام من أعمال لجنة مناقشة الدستور، في وقت من المرتقب انطلاق أعمال لجنتها المصغرة اليوم_انطلقت قبل قليل".
وأضافت الصحيفة أن أبرز هذه الانطباعات أن الشعب السوري لديه دستوره العصري المقتنع به وعلى من يريد تعديل أو صياغة دستور جديد أن يقنع الآخرين بأهمية أي تغيير آخذاً بالحسبان الثوابت الوطنية السورية التي لا يمكن تبديلها أو المساومة عليها، وإدراك من يرغب بالتعديل أن التوافق هو الحل الأمثل، لأنه في حال الذهاب إلى التصويت فلا يمكن التكهن بآفاق زمنية لانتهاء أعمال اللجنة التي قد تطول وتطول.
وأشارت الصحيفة الى أنه من بين الانطباعات أيضاً، جدية الوفد المدعوم من الحكومة السورية التي ظهرت من خلال تشكيلته التي تتضمن خبراء قانونيين ودستوريين وأساتذة في القانون، إضافة إلى عمله المنظم والمحضر بشكل جيد، وامتناعه عن الظهور على الإعلام بهدف عدم التشويش على أعمال اللجنة، وهو أمر نابع من التزامه بما طلبته الأمم المتحدة من ضرورة العمل بعيداً عن الإعلام وجعل جلسات أعمال اللجنة الموسعة مغلقة.
وأشار مقال الصحيفة الى أن الوفد المدعوم من الحكومة السورية اعتمد الوضوح في طروحاته، فأكد ثقته بجيش بلاده وبقيادتها، وتصميمه على تحقيق أهداف الشعب العربي السوري، فلم يحاب ولم يوارب في مواقفه الأطراف الأخرى ولا الأمم المتحدة، فانتزع احترام كل المتابعين في قصر الأمم المتحدة بجنيف.
وأضاف المقال أنه "بالنسبة للمبعوث الأممي فيبدو أنه كان مدركاً أن الانطباعات السابقة هي حقائق، فلم يجد سبيلاً لكتابة النجاح لبدء أعمال اللجنة سوى الموافقة على اشتراطات الوفد المدعوم من الحكومة السورية، الأمر الذي ظهر في القواعد الإجرائية لعمل اللجنة ومدونة السلوك التي وفقاً لمصادر في جنيف تمت صياغتها قبل انعقاد هذه اللجنة وأتت متوافقة تماماً مع ما طلبته دمشق، وبكلام آخر يمكن القول إن هذه الورقة صياغة «دمشقية» بحتة، لم يدخل عليها أي تعديل".
بيدرسون يدرك أن دوره في هذه اللجنة لن يتخطى دور ميسر الأعمال، وهي الكلمة التي يكررها في كل ظهور إعلامي، وأن هدف هذه اللجنة هو إطلاق الحل السياسي الذي كانت تطالب فيه الدول الغربية والعربية المعادية لسورية، لعلها تجد مخرجاً لهزيمتها في الميدان وتعيد تطبيع العلاقات مع دمشق من بوابة «اللجنة الدستورية».
ولفتت الصحيفة الى أن وفد "المعارضات" وفد مدرب على التدليس والتمليس للمنظمة الأممية من خلال استخدامه مفردات تم تلقينه إياها، إذ ركز على مصطلحات من قبيل تمثيل النساء والحريات العامة والديمقراطية واللاعنف وهي كلها مصطلحات تركز عليها الأمم المتحدة وتتبناها.